
الالعاب الشعبية
.
ما أحلى أيام الطفولة ، وما أروع البراءة والبساطة فيها، حيث لا أحزان ولا هموم؛ بل طيور مغردة ، وزهور متفتحة ، يلهو الأطفال ويلعبون ، ويصنعون عالمًا من الورق أو الرمال أو الأحجار، لا يهمّ المكان فربما كان ساحل البحر، أو الوادي، أو قمم الجبال أو الصحراء ، ألعابهم تعبر عن تضامن ومحبة وترابط ، و تمنحهم قوة في العقل والجسم ، تستخرج مواهبهم الكامنة ، وتسطّر أنماطًا من سلوكهم العفوي الجميل .
مَنْ مِنّا لا يحنُّ إلى ذلك الماضي البعيد؟! إلى أرجوحة ركبها، أو كرة شارك في صنعها، أو عروسة من بقايا قماش كانت هي البداية الأولى لحياكة المستقبل كما يراه صاحبه آنذاك...
الألعاب جزء لا يستهان به من عادات كل أمّة و مواريثها الشعبية؛ فهي وما يصاحبها من أناشيد وحركات ولغة وخامات بيئية طبيعية تشكّل رافدًا حيويًا من تراث الأمة .
وإذا بحثنا عن خيط مشترك بين أطفال العالم أجمع فإننا سنجده في الألعاب الشعبية؛ فهي وإن اختلفت في المسميات أو في بعض التفاصيل، إلاّ أنها جميعها تكرّس القيم الاجتماعية التي يحرص عليها المجتمع؛ لاحتوائها على كثير من المضامين التربوية الهادفة .
الألعاب الشعبية ليست حكرًا على الصغار فقط؛ فالكبار أيضًا لهم حظٌّ منها، وهي قاسم مشترك بين الصبيان والبنات، فبعضها ألعاب صبيان وبعضها يقتصر على البنات، والبعض الآخر يشترك فيها الطرفان. ولكل لعبة موسمها، ولكل طبيعة جغرافية ألعابها أيضًا.





